الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

فيروس الايدز ينخفض على مستوى العالم ويرتفع بالوطن العربي



المختصر/ في وقت تسجل المعركة ضد مرض الايدز تقدما في معظم انحاء العالم، يحذر الخبراء من ارتفاع عدد المصابين بالفيروس "اتش آي في" في العالم العربي نتيجة النقص في التوعية والعناية الصحية.
ويقول الكسندر ساشا باديروزا المستشار في شؤون الايدز في صندوق الامم المتحدة للسكان، لوكالة فرانس برس ان "نسبة الاصابات بفيروس اتش آي في ارتفعت في الشرق الاوسط وشمال افريقيا خلال السنوات العشر الماضية".
ويضيف ان "عدد الاشخاص الذين يحتاجون الى العلاج في المنطقة ارتفع من من حوالى 45 الفا في 2001 الى 160 الفا في 2010"، معتبرا ان هذا "يضع الشرق الاوسط وشمال افريقيا بين المناطق التي تشهد اكبر سرعة انتشار لمرض فيروس نقص المناعة المكتسبة اتش آي في".
واشار تقرير صادر حديثا عن الامم المتحدة الى تباطؤ في انتشار الفيروس "اتش آي في" في العالم وتراجع في عدد الوفيات نتيجة الايدز، وذلك بعد ان اصبح العلاج في متناول عدد اكبر من الناس عبر العالم.
الا ان العالم العربي يبقى متخلفا عن هذا التقدم بسبب نقص التوعية والتجاوب الحكومي والخدمات الطبية.
وفي غياب الارقام والاحصاءات الدقيقة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا حول المرض الذي لا يزال يعتبر على نطاق واسع من المواضيع المحرمة، ان الامم المتحدة تقدر عدد المصابين بالفيروس بما بين 350 الفا و570 الفا من عدد السكان الاجمالي البالغ 367 مليونا.
واشارت دراسة نشرها اخيرا مركز "بابليك لايبريري اوف ساينس" "مكتبة العلوم العامة" الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا، الى ان نسبة اصابة الرجال المثليي الجنس بالفيروس تصل الى 5,7 في المئة في القاهرة، و9,3 في المئة في الخرطوم.
وفيما بدأت بعض الدول اجراءات متواضعة لمكافحة المشكلة المتنامية، فان السرية والخجل والتحريم لا تزال تطبع الحديث عن الايدز في منطقة تعتبر فيها العلاقات الجنسية المثلية جريمة في غالب الاحيان.
ويجسد شاب لبناني في التاسعة والعشرين من العمر مصاب بالفيروس هذا الواقع لوكالة فرانس برس بالقول "اذا كان علي ان اختصر حياتي بكلمة، اقول انها سر كبير".
ويرفض الشاب الذي كشف اصابته قبل ثلاث سنوات ووجد دعما ضمن جمعية غير حكومية في لبنان، الكشف عن هويته.
ويقول انه لم يطلع عائلته على مرضه، مضيفا "لا يمكنني ان احمل عائلتي هذا العبء".
ويشكل متعاطو المخدرات بواسطة الحقن والمثليون والعاملون في مجال الدعارة وزبائنهم، الاكثر عرضة للاصابة بالفيروس.
وتقول الاختصاصية في علم النفس في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت بريجيت خوري ان "الحياة صعبة جدا بالنسبة للمصابين بفيروس اتش آي في... انهم يعانون من عدم قدرة على الكلام بحرية عن مرضهم مع الاشخاص المقربين منهم ولدينا حالات نبذ من العائلات بسبب الاصابة بالمرض".
وتضيف ان "بعض العائلات تتضامن مع المريض وتدعمه، الا ان حياة المصابين بالايدز غالبا هي حياة سرية وخيبة امل وخوف من الاسوأ".
ويوضح الخبراء ان هذا الخوف يدفع بعض المصابين الى عدم تلقي العلاج.
ويقول باديروزا ان "الوصم بالعار والتمييز من الاسباب الرئيسية التي تجعل المصابين بالفيروس لا يسعون الى العلاجات الاساسية".
ويضيف ان "هذين العاملين يحدان ايضا من قدرة الحكومات والمجتمع الاهلي على تقديم المساعدة".
وتنص تشريعات عدد من الدول العربية على ان يجري الاجانب الراغبون بدخول هذه الدول فحصا للايدز قبل الحصول على تاشيرات دخول او اقامة.
وقد ابرزت وسائل الاعلام قبل فترة مشكلة الصحافي الجنوب افريقي الذي اقيل من قناة "الجزيرة" التلفزيونية الفضائية القطرية وطرد من قطر بعد ان تبين انه مصاب بفيروس "اتش آي في".
وطلبت جمعية "سكشن 27" القانونية التي تتخذ من جنوب افريقيا مقرا، من بعثة جنوب افريقيا لدى منظمة العمل الدولية بتقديم شكوى ضد قطر بسبب هذه القضية.
وبدأت بعض الدول مثل لبنان ومصر تكثف حملات التوعية.
ونظم صندوق الامم المتحدة للسكان في هذين البلدين خلال الاسابيع الماضية حملة دعائية على لوحات الاعلانات ووسائل الاعلام حول الايدز تحث على كسر المحرمات حول الموضوع.
واستعانت الحملة في لبنان بملكة الجمال السابقة نادين نجيم وبفرقة "مشروع ليلى" الغنائية ذات الشعبية لدى الشباب خصوصا، وحملت عنوان "تعوا نحكي سيدا".
واعلنت الحملة لائحة باسماء مراكز يمكن اجراء فيها فحص لاكتشاف فيروس "اتش آي في" مجانا.
الا ان الخبراء يخشون عدم احراز اي تقدم يذكر في مجال مكافحة المرض لا سيما في ظل الاضطرابات السياسية القائمة حاليا في عدد من الدول العربية.
ويقول باديروزا "من دون قيادة "سياسية" قوية، يستبعد ان يتم التعامل بنجاح مع هذه المشكلة".
المصدر: الوطن الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق