المختصر/ مع صدور كتاب يحمل يحمل عنوان "تسجيلات صدام: داخل أروقة نظام الطاغية 1978 – 2001"، الذي أصدرته جامعة "كامبريدج" مؤخراً، يبدو ان اعداء الرئيس الاسبق صدام حسين بدأوا يعيدون اكتشاف صدام حسين، يعيدون اليه اعتباره قبل ايام من ذكرى اعدامه نهاية الشهر الجاري.
الكتاب الوثيقة، الذي احتوى على تفريغ تسجيلات صدام حسين في مراحل مهمة من تاريخ العراق (1978-2001)، آلاف التسجيلات الصوتية وتسجيلات الفيديو التي حصلت عليها القوات الأميركية ، وهذه التسجيلات تغطي اجتماعات صدام حسين مع وزرائه والقادة العسكريين وشيوخ القبائل وكبار الشخصيات الزائرة.
الكتاب اعده ثلاثة: كيفن وودز (معهد التحليلات العسكرية) و ديفيد بالكي (جامعة الدفاع الوطني) و مارك ستاوت (جامعة الدفاع الوطني). وقد علق ديفيد بلكي أحد محرري الكتاب أن التسجيلات كشفت ثلاث نقاط مهمة في شخصية صدام حسين:
الأولى : صدام حسين لم يكن في "جعبة" أميركا خلال الثمانينيات كما يظن كثيرون، فهو كان أكثر عدائية وتشكيكا تجاه الولايات المتحدة مما كان يبدو عليه، حتى في ذروة دعمها للعراق في الثمانينيات.
الثانية : موقف صدام حسين من المسائل الاستراتيجية والعلاقات الخارجية في العلن كما هو نفسه في المجالس الداخلية. وعلى الرغم من أن الأميركيين يستخفون بما يقوله الديكتاتوريون في تصريحاتهم العلنيّة، إلا أن صدام كان مخالفا للقاعدة فهو كان على درجة كبيرة من الصدق في خطابه.
الثالثة : ان صدام حسين كان يعتقد أن حيازته للسلاح النووي ستمكنه من تحرير فلسطين من المغتصب. كيف؟ العراق لم يكن يسعى من خلال امتلاكه للسلاح النووي أن يشنّ ضربة على إسرائيل، بل كان يسعى، وفقاً للتسجيلات، لردع إسرائيل عن استخدام سلاحها النووي وجرّها بالمقابل إلى حرب استنزاف دامية.
وبحسب الكتاب الذي نشرت على غلافه صورة لصدام حسين تعود الى التسعينات من القرن الماضي، فان الرجل، كما يقول الكتاب الاميركان كان ذكيا، كان صادقا مع العالم ومع نفسه، كان مخلصا في عدائه للكيان الصهيوني، ولم يكن عميلا للاميركان، وكان ايضاً مخططا استراتيجيا رهيبا، توقع في 1993 انهيار اميركا الاقتصادي وشخص السبب بالضبط.
وفي مجلة "فورين بوليسي" الأميركية كتب ديفيد بالكي يقول ان الكتاب يستند، كما يشرح بالكي الذي شارك في الإعداد، إلى آلاف التسجيلات الصوتية وتسجيلات الفيديو التي حصلت عليها القوات الأميركية من النظام السابق، وهذه التسجيلات تغطي اجتماعات صدام حسين مع وزرائه وجنرالاته وشيوخ القبائل وكبار الشخصيات الزائرة.
في الملاحظة الأولى، يخلص الكاتب إلى أن صدام حسين لم يكن في "جعبة" أميركا خلال الثمانينيات كما يظن كثيرون، فهو كان أكثر عدائية وتشكيكا تجاه الولايات المتحدة مما كان يبدو عليه، حتى في ذروة دعمها للعراق في الثمانينيات.
كان صدام يعتقد أن أميركا وراء قيام الثورة الإيرانية من أجل "تخويف دول الخليج والتمهيد لوجود عسكري هناك يعيد ترتيب المنطقة"، وبعد أن تبيّن أن أميركا دعمت إيران وأمدتها بعناصر استخبارات على الأراضي العراقية، أسرّ صدام للمقربين منه بموقفه من الأميركيين: "إنهم أوغاد متآمرون". وفي العام 1988، نصح صدام مستشاريه بضرورة "توخي الحذر من الأميركيين أكثر من الإيرانيين".
في الملاحظة الثانية، يؤكد بالكي أن موقف صدام حسين من المسائل الاستراتيجية والعلاقات الخارجية في العلن كما هو نفسه في المجالس الداخلية. وعلى الرغم من أن الأميركيين يستخفون بما يقوله الديكتاتوريون في تصريحاتهم العلنيّة، إلا أن صدام كان مخالفا للقاعدة فهو كان على درجة كبيرة من الصدق في خطابه.
وفي وقت كان المحللون يقدّرون أن ما يطلقه الرئيس العراقي من مواقف معادية للسامية إنما يهدف فقط إلى تعزيز قاعدته الداخلية أو استجداء الدعم العربي، تظهر تصريحاته الداخلية وفي مجالسه الحميمة وفاءه لخطابه.
ففي العديد من التسجيلات، يتحدث صدام عن حاجة المسؤولين العراقيين إلى قراءة "بروتوكولات حكماء صهيون"، ليؤكد أن هذه البروتوكولات "معادية للسامية" و"قد دبّجتها الشرطة السريّة للقيصر".
وفي لقاء له في مطلع العام 1990، أوضح صدام قائلاً "لا أعتقد ان هناك تزويرا في جانب وحيد فقط وهو ما يتعلّق بأهداف الصهيونية، وتحديداً برغبة الصهيوني باغتصاب اقتصادات الناس"، مؤكداً في مناسبة أخرى على موقفه: "إن اليهود جشعون".
ويشرح الكاتب بأن خطاب صدام تجاه إسرائيل يحتاج إلى مزيد من التعمق والدراسة من أجل تكوين صورة واضحة عن المنظومة الفكرية التي كانت تحكم عمل الرئيس العراقي السابق.
أما في الملاحظة الثالثة، فيقول الكاتب إن صدام حسين كان يعتقد أن حيازته للسلاح النووي ستمكنه من تحرير فلسطين من المغتصب. كيف؟ العراق لم يكن يسعى من خلال امتلاكه للسلاح النووي أن يشنّ ضربة على إسرائيل، بل كان يسعى، وفقاً للتسجيلات، لردع إسرائيل عن استخدام سلاحها النووي وجرّها بالمقابل إلى حرب استنزاف دامية.
ويقول صدام حسين ان "الأهم هو ان نكون في العراق وسوريا في آن، وسنخطّط لأن نجرّ العدو كي يستهدفنا..لا بدّ ان نصمد بينما نمارس الضغط على أصدقائنا الروس لمدّنا بسلاح وحيد، سلاح وحيد، يساعدنا عندما يضرب الاسرائيليون منشآتنا المدنية أن نردّ لهم الضربة بالمثل.
لن نبادر إلى ضرب المدنيين الاسرائيليين، فقط سنردّ على الضربات التي نتلقاها. ونضمن من هنا أن تكون هذه الحرب حرب استنزاف مع العدو، نستطيع من خلالها إغراقه ببحور من الدم واسترجاع كل شبر من أرضنا..ولن تكون أقل من ذلك".
المصدر: اور نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق