الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

الإسلاميون يرثون صالح في حكم اليمن


المختصر / يستعد إسلاميو اليمن لوراثة حكم الرئيس علي عبدالله صالح في ظل بروز التيار الاسلامي قوة أساسية في دول الربيع العربي، وبالشراكة مع اليساريين والقوميين وحتى الزيديين الشيعة . والتجمع اليمني للاصلاح، الذي يعد الحزب المعارض الرئيس، يجمع في حزب واحد الإخوان المسلمين وقسماً من السلفيين، إضافة لشخصيات قبلية أساسية مثل الشيخ حميد الأحمر، نجل الزعيم القبلي التاريخي ورئيس البرلمان السابق عبدالله الأحمر .
وأكد رئيس الدائرة السياسية في التجمع محمد قحطان أن حزبه الذي تأسس في أعقاب توحيد اليمن في 1990 لا يرفع شعار “الإسلام هو الحل” كما الاخوان في مصر، وليس له أجندة سياسية إسلامية لأن اليمن “بلد مسلم ومتجانس”، كما أنه ينوي الاستمرار في التحالف مع اليساريين والقوميين .
وأضاف قحطان قائلاً: “لا يستطيع طرف في اليمن أن يتميز لا بالإسلام ولا بالعروبة، نحن مجتمع كله مسلم ونحن نعتقد أننا اصل العرب، ولا يستطيع أي طرف أن يكسب الناس عبر شعار “الإسلام هو الحل”، فموضوع الإسلام في الدولة ليس مشكلة في اليمن”، وهو بلد محافظ .
وشدد على أن “الأولويات التي ينشدها اليمنيون هي أولويات عملية” وليست دينية، مشيراً بشكل خاص إلى “محاربة الفقر وإرساء الاستقرار وبناء الدولة” .
وبحسب قحطان فإن هاجس الحفاظ على المقومات الهيكلية القليلة للدولة اليمنية المنهكة، وهي من أفقر دول العالم، دفع بالمعارضة إلى القبول بالمبادرة الخليجية التي منحت الرئيس مخرجاً “مشرفاً جداً”، وتجنب نزاع يقضي على “القليل المتبقي من الدولة” .
والتجمع اليمني للإصلاح كيان متعدد الأطياف إلى حد التناقض أحياناً، فهو يجمع بين شخصيات قبلية وإسلامية معتدلة وسلفية في آن، وبين صفوفه الداعية البارز عبدالمجيد الزنداني المطلوب لدى واشنطن بتهمة دعم الارهاب مالياً، والناشطة توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام” .
وتأسس التجمع في 1990 تحت عباءة القبيلة، خصوصاً الشيخ عبدالله الأحمر، زعيم قبائل حاشد التاريخي، ثم ظل طوال 15 عاماً على الأقل في تحالف وثيق مع نظام الرئيس صالح قبل أن يتحول إلى عدوه اللدود ويقود سياسيا الحركة المناهضة له .
وخرج التجمع في الأساس من رحم الإخوان المسلمين الذين بدأوا نشاطهم في اليمن في 1968 على يد الطلاب العائدين من مصر، والإخوان، كما التجمع، لم يكونوا في علاقة خصام مع السلطات على عكس الوضع في بقية الدول العربية .
وخاض التجمع إلى جانب نظام صالح الحرب ضد الانفصاليين الجنوبيين في ،1994 وما انفك يعزز مكاسبه في الدولة حتى بات أتباعه يسيطرون على مراكز حساسة في الإدارة والأجهزة العسكرية، خصوصاً في المؤسسات التربوية .
ويرى المراقبون أن التاريخ المشترك مع النظام سيف ذو حدين بالنسبة للتجمع، فهو سمح له من جهة بان يكون حاضراً بقوة في الدولة ما يسهل الوصول إلى الحكم، ولكن من جهة أخرى يترك إرثاً ثقيلاً على التجمع .
وقال المحلل اليمني فارس السقاف إن التجمع “هو المرشح الأقوى لوراثة نظام علي عبدالله صالح”، على أن يتم ذلك خصوصا في الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستنظم بعد سنتين بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة . وتوقع السقاف أن يتلاشى نفوذ حزب صالح، المؤتمر الشعبي العام، ليزداد نفوذ التجمع اليمني للإصلاح، وقال إن التجمع “سيكون في الحكم وسيتولى السلطة بالتأكيد”، والتجمع يمثل مع بقية المعارضة نصف حكومة الوفاق الوطني الحالية في اليمن .      (ا .ف .ب)
المصدر: دار الخليج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق