الجمعة، 23 ديسمبر 2011

رسم الاهداف

يعيش البعض في الحياة وليس له أهداف المهم أن يأكل ويتمتع فقط والبعض الآخر يعيش في آمال وأحلام يتمنى تحقيقها : بعضها فردي ليشبع رغبات داخلية وليثبت ذاته والبعض له أهداف وأمنيات يتمنى تحقيقها ربما ليس لنفسه فقط بل ربما لمجتمعه وأمته ومن كانت له أهداف كبرى يسعى لتحقيقها فإنه لن يرضى لنفسه أن يكون هامشيا بل يريد أن يصنع له مجدا كبيرا يريد أن يصبح نجما بارعا في سماء الدنيا لذلك اسأل نفسك هل هنالك إنجازات تأمل أن تحققها في حياتك؟ حتى ولو كانت أحلاما وهل لك إنجازات حققتها في حياتك أم لا؟ ليس مطلوبا منك إن تخترع صاروخا أو تصعد إلى القمر ولكن المطلوب أن تجتهد لتحقق إنجازا أي إنجاز إيجابي يحسب لك فبعض الناس يعيش ويموت ولم يفعل شيئا في حياته ولو رجعنا إلى ديننا لوجدناه يحثنا على تحقيق الإنجازات التي تحسب لنا كأفراد ولأمتنا ، وهنا يجب أن نتعلم أهمية العمل الجاد والمثابرة ومواصلة بذل الجهد في الحياة من الصغر وحتى الموت فالمطلوب عمل المراد أي ما تريده نفسك إلى آخر لحظة وعدم التكاسل وقد حثنا النبي عليه السلام على العمل حتى ولو كنا جازمين بعدم ظهور النتائج فالإنسان لو أراد أن يغرس غرسا فكم من الشهور والسنين يحتاج لكي تكون شجرة ثم تثمر فقد قال "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ"وهنا توجيه نبوي لنا بأن نعمل ونجتهد فالعمل والأخذ بالأسباب هو المطلوب أما النتائج فهي على الله.لذلك لا تحتقر نفسك لا تقل لن أنجز شيئا فكل إنسان منا داخل نفسه قوى كامنة وبإمكانك فعل الكثير ويحتاج الأمر إلى بداية جادة وكما يقال مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.نعم المهم أن لا تثبط نفسك لا توجد المعوقات لنفسك فتصبح نفسا كسولة لا تريد العمل ولا الإنجاز، والأمر لن يأتي بين عشية وضحاها وإنما يحتاج إلى ثقة بالنفس وقوة عزيمة وتفكر في المستقبل وقبل ذلك كله التوكل على الله. حدد أمرا واحدا فقط وحاول أن تصل إليه درب نفس على عمل شيء مهم في حياتك من الآن ابدأ واختار ما تريد أن تفعله .
* حتى الصغار ينبغي أن نحرص على حثهم ليحققوا الإنجازات دعونا نجعلهم يقولون بعزيمة ماذا نريد أن نكون حينما نكبر؟ المكان الذي يريد أن يصلوا إليها أو الشهادة التي يريدون أن يحصلوا عليها كل هذه وغيرها أسميها الآن أماني نتمناها مستقبلا وتحقيقها ليس صعبا ومع ذلك تحتاج لجهد بل جهود تبذل ومن الضروري أن تنمي روح الأمل في نفسك ونفوس من معك وتبعدهم عن اليأس فاليأس قتالُ ، ولا بد من التفاؤل وبذل الأسباب ولا بد أن نصل بإذن الله وكل من سار على الدرب وصل. المهم أن تبدأ ويبدأ من معك في التخطيط مبكرا ماذا أريد أن أكون؟ ماذا أريد أن أحقق؟ كيف أصل إلى ذلك الحلم وتلك الأمنية؟ فمن أراد أن ينجح في دراسته فهذا النجاح أمل يحدوه ويعيش عليه فكيف يصل لهذا الإنجاز؟ لا بد أن يبذل الوسائل الموصلة إليه ومن الأمور التي تدفعك لتحقيق إنجازات في حياتك النظر في سير أناس حققوا إنجازات وهم كثر سواء إنجازات دينية أو دنيوية ولو رجعت إليهم لوجدتهم حققوا إنجازات كبيرة ومن هؤلاء بل وأولهم محمد عليه الصلاة والسلام فقد بدأ وحيدا في الدعوة ووضع أمامه هداية الناس إنجاز يسعى لتحقيقه الأسرة الأصدقاء الجيران أهل مدينته بل وكل من التقى به وترك وطنه فكثر أتباعه واليوم أصبح المسلمون أكثر من مليار وهذا إنجاز كبير وقد قال الله للنبي"وأنذر عشيرتك الأقربين"فبدأ بهم ثم انتقل من دعوة القرابة إلى الآخرين"قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا" فدعا الناس بل انتقل الأمر لغير البشر"وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين"فحقق الرسول ما لم يحققه أحد فكان الله معه وكانت له عزيمة أقوى من الجبال العاتية إن بعض الأفراد ربما يحقق في يوم واحد من الإنجازات ما لا يحققه المئات من الرجال لأن لهم إنجازات مهمة جعلت الناس يذكرونهم بأنهم أبطال وأصحاب إنجازات عظيمة فمن أراد أن يذكر ويشكر ويكون علامة فارقة في التاريخ فليحدد ما يريد أن يصل إليه ثم ليبذل الأسباب الموصلة إلى ما يريد.من الأمور المؤسفة ما يحدث من أفراح بتحقيق فريق ما للكأس في كرة القدم وما يصاحب ذلك من سهر حتى الصباح وإزعاج للناس بالأغاني المرتفعة الأصوات والتفحيط ومن شاهد ذلك يظن أن أحزان الملمين في العالم انتهت يظن أن الفقر قد قضي عليه في المجتمع إنهم يعتبرونه إنجازا قد حققوه ولا شك أنه إنجاز دنيوي ولكن الإنجاز الدنيوي لا يجوز أن يكون على حساب الدين والآخرين إن كثيرا من هؤلاء يضيعون جزءا كبيرا من دينهم فتراهم قد اعتكفوا عند بوابات الملعب بساعات طويلة وبعضهم لم يصلي .
أفراد لهم إنجازات عظيمة:
من الأشخاص الذين لهم إنجازات كبيرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد أسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهذا إنجاز كبير ، وليس هذا هو الإنجاز الوحيد فهنالك إنجازات أخرى ومنها ما دار في هذا الحوار : صلى النبي صلاة الفجر ذات يوم بالصحابة فقال لهم من أصبح منكم اليوم صائما؟قال أبو بكر أنا قال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا قال من تصدق اليوم منكم بصدقة قال أبو بكر أنا قال من شهد منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا قال الرسول ما اجتمعن في امرئ في يومه إلى دخل الجنة" أربعة أمور قبل الفجر الصيام والصدقة وصلاة الجنازة وعيادة المريض هذا إنجاز عظيم متى استيقظ أبو بكر متى زار المريض متى تصدق كل ذلك قبل الفجر إنه إنجاز والجائزة التي فاز بها كانت دخول الجنة وتستطيع أنت تحقيق ذلك فهل تحب أن يكون لك مثل هذا الإنجاز والفوز بالجائزة العظيمة التي هي أمل كل مسلم"فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز"إذن ابذل لتصل لهذا الإنجاز
* من هؤلاء نور الدين زنكي هذا الرجل كان في بلاد الشام فماذا صنع كان ذات يوم جالسا ففكر في إنجاز يعمله فصنع منبرا وجعله أمامه لينظر إليه كل يوم لأن الإنجاز الذي يريد أن يحققه فتح فلسطين وبعد سنوات حصل على الإنجاز الذي يريد وفرح المسلمون به.
* حتى في البلاد غير الإسلامية برز أناس لهم إنجازات كبيرة ومنها ما نعيشه اليوم من تقنيات وحضارات فالكهرباء والهواتف والطائرات وغيرها من الذي اخترعها ؟ إنهم أناس مثلنا فما الذي ميزهم عنا إنهم أناس وضعوا لأنفسهم أهدافا فبذلوا الكثير من أوقاتهم وأعمارهم وأموالهم فوصلوا إلى الإنجاز الذي يريدون فهل وللعلم إن الإنجازات التي حققها أولئك وغيرهم كانت في البداية أحلام حلم بها أصحابها ثم صارت حقيقة واقعة بعد زمن.
فهل نحلم وندع أولادنا يحلمون بإنجازات ثم تكون واقعا بعد ذلك؟
وإذا كانت النفوس كبارا * تعبت في مرادها الأجسام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق