عدن سيتي - مقالات حرة
اصيل علي
هناك نقاط اختلاف كبيرة جداً بين الثورة الجنوبية التي انطلقت في 2007 وبين ثورة التغير في 2011 والتي يتجاهلها الكثيرون عمداً , المهم أريد أن استعرض عدة فروق من البداية حتى هذه التاريخ :
البداية او الأنطلاقة في الجنوب أتت بعد إن وصل معظم الجنوبيين ان لم يكن جميعهم الى أن الوحدة بين الدولتيين فشلت وأن المعاناة تكبر يوم بعد يوم وكل يوم يمر يزاد التسلط والبسط والتنفذ على ممتلكات الجنوبيين العام منها والخاص وصار الجنوبيين لايعاملون في بلدهم مواطنين فقط درجة ثانية بل درجة رابعة ,فصار لدى كل جنوبي قناعة ذاتية انه لابد من الخروج السلمي والمظاهرات السلمية لايهابون الموت وشعارهم حرية وحياة كريمة أن لم تكن لنا فللأجيال التي تأتي من بعدنا فانطلقت المسيرات في كل قرى ومدن الجنوب رافعين الرايات الخضراء والبرتقالية ورؤس تعانق السماء بكبريائها وخلال تلك الفترة لم نشاهد إي مساندة او مسيرة مؤيدة في الشمال .
ثورة التغير في الشمال أتت تباعاً لثورة تونس ومصر ولم تكن قناعة لدى الكثيريين بل تقليد بامتياز مع وجود شباب مستقليين خرجوا من اجل إسقاط النظام كاملأ ومعالجة ما أفسده صالح لثلاثة عقود ولكنهم قليل وصوتهم غير مسموع ,المهم من قاد تلك الثورة هم عدة اطياف لديها حساباتها الخاصة مع صالح هم المشائخ والمشترك والحوثيين والثلاثة الاطياف مختلفة فيما بينها فا الوجهة الأول يرى أن القبيلة هي العمود الفقري لدولة وان الدولة المدنية هي خزعبلات وخرافات مستوردة والمشترك يرى العكس تماما والوجه الثالث يرى ان آل البيت هم أولى بحكم اليمن والدليل اننا الى الان لم نرى برنامجا واضحاً اتفقت علية تلك الأطراف حتى اللحظة بل توجية الاتهامات فيما بينهم.
من يمول الحراك لا أحد حتى الوحات التي كانت تكتب جميعها تكتب باليد واجتهادات من شباب الحراك والتنقل الى اماكن المضاهرات كل واحد على حسابه الخاص إن لم يكن مشيا على الأقدام الشيء الوحيد الذي يملكونه هو الأيمان بقضيتهم ,لا توجد ساحة تجمعهم فهم مطاردون ومسيراتهم تقمع وشبابهم تقتل .
في الشمال لوحاتهم تملا الأزقة والحارات بأرقى الخطوط والمطابع الدعم يأتي من كل مكان الساحات مليئة بكل سبل الراحة والاستجمام والباعة يتجولون ومطاعم لاتقفل الفقير صار غنياً والغني زاد غنى ,الخيم موزعة على حسب الوضع المادي فهناك الطبقة الأستقراطية المتمثلة بالمشائخ والتجار وكأنك في فندق سبعة نجوم وبقية الغرف على حسب الوضع المادي وهذه يتنافى مع مبادى اي ثورة سلمية بالعالم التي من المفترض آن يتساوى كل الشعب في الساحة وشاهدنا ذالك في ميدان التحرير عندما كان المثقف والفنان والعالم والعالم يأكلون وينامون بنفس المكان .
قادآت الحراك يقضون شهور في السجن الحربي في صنعاء ويتعرضون لشتى انواع العذاب والتنكيل ومنهم من فقد ابنة او اخاة في مسيرة سلمية وكلنا لاننسى الشهيد الدكتور جياب السعدي ابن القيادي العميد السعدي عميد الحراك ولا يثنيهم ذالك عن مبدئهم شيئاُ,
قاداة ثورة التغير يتفاوضون في العواصم العربية والعالمية ويعيشون في ارقي الفنادق ويأكلون أشهى المأكولات .
الحراك في الجنوب لم يسيئوا لثورة الشمال بل تضامنوا معهم واحترموا ثورتهم ولم نسمع إي قيادي جنوبي تكلم أو أدلى بتصريح يسيء لثورتهم . في الشمال كل زعيم لدية تصنيفه الخاص فمنهم من صنف الحراك انة مدعوم من إيران ومنهم من قال من الحوثي ومنهم من قال أمريكا ومنهم من بالغ وقال إسرائيل والكارثة العظمى أنهم تناسوا متى انطلق الحراك وقالوا بأن الحراك من أتباع صالح أو متحالف مع القاعدة.
ويصاحب اتهاماتهم التهديد والوعيد واذكر أخر تصريح لداعية توهيب الدبعي يقول إن الوحدة نعمة السماء وان الثوار ثاروا وضحوا و طردوا صالح من اجل ان يحافظوا على نعمة السماء وسيضحون كذالك ليحافظوا على هذه النعمة. آما كان الأجدر بأن يقول أن من حولوا هذه النعمة الى نقمة آن يساقوا إلى المحاكم والزنازين بدلاً من التهديد.
نلخص الموضوع ان الجنوبين لديهم ايمان بقضيتهم وحلم لا يمكن التنازل عنة هو استعادة دولتهم المنهوبة واعطاء كل ذي حق حقه وبنا الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية لا شيخ قبيلة متسلط ولا مفتي ديار متحزب دولة فيها الدين لله والوطن للجميع والكل يساهم في بناء هذه الوطن الذي عانى لعقدين من الزمن تحت سيطرة استبداد قبلي عسكري همجي قام بعسكرة الحياة المدنية بعد ان عاشت عقود يسودها الأمن والأمان ,
في الشمال أطراف النزاع تصالحوا ووصلوا إلى حل هو أن قبيلة حاشد يجب ان تكون هي في قمة الهرم مهما اختلف الحاكم ,مجموعه من المشائخ صفت حساباتها مع صالح ورمته بعيدا عن مركز القرار واحتفظ المشائخ بمشيخاتهم وزادت مراتبهم كيف لا وهم من حمى الثورة .
وتم كذالك هيكلة الجيش بالطريقة اليمنية المعروفة تبادل الأماكن والمناصب والان يخططون للحوار الوطني ورئيس المجلس هو رأس المشاكل وكالعادة سيتحاورون بينهم ويتصالحون ويصدرون بيان في آخرة إدانة للحراك كما تعودنا في جميع بيناتهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق